البريد الإسلامي

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

وكالة الانباء الفرنسية: وعكة الملك عبدالله ستقوي هيئة الأمر بالمعروف



وعكة العاهل السعودي عقبة جديدة امام برامج الاصلاح

الرياض - ا ف ب

تشكل الوعكة الصحية التي المت بالعاهل السعودي وارغمته على الحد من نشاطاته والسفر للخارج ، عقبة جديدة امام برنامجه الاصلاحي الذي يواجه اصلا رجال الدين المتشددين والبيروقراطية.

وتوجه الملك عبد الله بن عبد العزيز الاثنين الى نيويورك لتلقي العلاج بعد اصابته بانزلاق غضروفي مؤلم وتجمع دموي حول العمود الفقري ، وهو ما دفع بالملك الى تخفيف نشاطاته في الاشهر الاخيرة.

كما اثارت الحالة الصحية بالرغم من عدم خطورتها ، تساؤلات حول الحدود الذي يمكن للملك عبدالله ان يقود اليها التغيير السياسي والاجتماعي في المملكة ذات الثقل الاقتصادي والسياسي الكبير في المنطقة ، بما في ذلك التخفيف من تشدد النظام الذي يحكم الحياة اليومية للسعودية ، وهو امر حيوي لادخال البلاد في القرن الحادي والعشرين.

ويتمتع النهج التغييري للملك عبدالله بدعم من شرائح واسعة من الشعب السعودي ، الا ان السعوديين يعون مسالة السن المتقدمة لملكهم ويثيرون عموما مستقبل الحكم بحذر واحترام للتقاليد.

وقال الشاب السعودي احمد الذي يعمل في مصرف اجنبي في الرياض "ان الملك يقوم بعدة اشياء جيدة ، آمل ان يبقى حيا بيننا لسنين كثيرة".

والتغييرات التي احدثها وصول عبدالله الى سدة الحكم ، ولو ببطء ، باتت ظاهرة.

فالخوف من سطوة "الشرطة الدينية" تراجع وباتت النساء يجرؤن على اظهار وجوههن وعلى ارتداء عباءات مزينة ، فيما باتت الشركات تتمتع بهامش اكبر لاختلاط موظفيها من الجنسين في اطار مهني.

اما في الاطار الاجتماعي ، فقد بات التقاء رجال ونساء غير اقرباء في مكان عام اسهل نسبيا من السابق ، فيما تسعى السلطات التربوية الى تطوير المناهج للتماشى مع المعايير الدولية والى انشاء جامعات حديثة.

وعلى صعيد السياسة المالية ، بات مفتشو وزارة المالية اكثر دقة في الرقابة على الانفاق بعد انتشار الفساد وسوء الادارة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي فيما تبذل جهود لتطوير النظام القضائي الذي يحكم الشؤون التجارية. اما مجموعات حقوق الانسان فتتمتع بحرية اكبر للكشف عن انتهاكات داخل المملكة.

الا ان مؤيدي الاصلاح الاكثر حماسة يرون ان التغيير يحصل ببطء شديد.

وقال الصحافي السعودي المعروف جمال جاشقجي "ان (التغيير) لا يحصل بالسرعة التي تتمناها الطبقة الوسطى. نحن نسير في الاتجاه الصحيح ولكن ليس بالسرعة الكافية".

والتغيير الرئيسي حصل في الجو العام للحياة في البلاد ، وذلك فقط اعتبارا من آخر سنتين.

كما قام الملك عبد الله ببعض الخطوات الاعلامية التي شكلت اختراقا حقيقيا في المملكة المحافظة. فقد نشرت الصحف المحلية صورا له مع مجموعة من السعوديات المكشوفات الوجه.

وفي المقابل ، يبدي الاعلام المحلي مزيدا من القدرة على انتقاد سياسيات الحكومة وحتى على انتقاد بعض ما يقوله رجال الدين فضلا عن تغطية الفضائح.

وقال المحلل الاقتصادي المقيم في السعودية منذ زمن طويل جون سفاكينياكيس ان "مجرد وجود مزيد من الاصوات التي تتناول السياسيات الحكومية هو امر يفتح الاعين" مشيرا بشكل خاص الى قيام صحف بتوجيه انتقادات واضحة الى سياسات وزير المالية.

لكن رسميا ، لم يتغير القانون في البلاد. كما ان المملكة ما زالت تحظر ممارسة اي دين غير الاسلام على ارضها وما زالت تفرض حظر الاختلاط بين الجنسين. اما حضور هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، اي الشرطة الدينية ، فما زال ملموسا وفاعلا.

كما ان النساء لم يزلن محرومات من قيادة السيارات وهن بحاجة لموافقة ولي ذكر للقيام بامور كثيرة ، فيما السينما والحفلات الموسيقية تبقى محظورة ايضا.

واقدمت وزارة العمل على السماح للمتاجر بتوظيف النساء على صناديق القبض الا ان فتوى مهرت بتوقيع مفتي المملكة حرمت ذلك.

كما ان خاشقجي شخصيا اضطر الى مغادرة وظيفته كرئيس لتحرير صحيفة الوطن ذات التوجه الاصلاحي بسبب مقال لكاتب آخر نشرته الصحيفة وتطرق الى السلفية.

وفي العموم ، تقول مجموعة صغيرة من مؤيدي الديموقراطية مثل الاقتصادي محمد القحطاني ، ان الملك لم يتخذ اي خطوات مهمة لاصلاح نظام الحكم الذي تسيطر عليه اسرة ال سعود كتنظيم انتخابات مثلا.

وقال القحطاني "يجب ان يكون هناك محاسبة". والنقاش العام بين السعوديين حول الاصلاح يتم خصوصا على الانترنت بحسب المدون فؤاد الفرحان الذي سجن لمدة سنة في 2008 بسبب نشاطات مؤيدة للديموقراطية على الشبكة. وقال ان النزعة الاصلاحية "لا تغير النظام وانما تغير طريقة التفكير".

والسؤال الكبير يبقى ما اذا كانت اصلاحات الملك عبد الله ستستمر بعد وفاته ، خصوصا مع غياب مؤشرات لدى خلفائه المحتملين حول توجهاتهم الاصلاحية.

وقال الاكاديمي الاميركي توماس ليبمان "انا على ثقة بان اي شخص يصل الى قمة الحكم سيتبع بشكل عام الخطوط نفسها في السياسات الداخلية والخارجية. لا اتوقع بروز قوى شديدة الليبرالية او شديدة التوجه الديني داخل آل سعود".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق