البريد الإسلامي

الجمعة، 31 ديسمبر 2010

الحسن يرد على العودة:ألا ما أتعس هذا المنطق؟+عالم سعودي يحدد جنس المولود بفنجان شاي أو قهوة!+


 الخبر الثاني:
http://www.roaa.com.sa/other/sehaa/2934.html

..........................................................................
الا ما أتعس هذا المنطق؟ ))
31-12-2010

بقلم خالد حسن

في كل مرة، يثير زوبعة بكلام فضفاض معزول عائم غائم، أقول في نفسي: ليته سكت.

أعجب من قدرة أشياخ فضلاء على صناعة الإثارة والضجيج الإعلامي، ربما لأن تأثيرهم تجاوز الحدود وما عادوا يمثلون أنفسهم فقط وبلدهم، وربما هي الشهرة: تفعل الأفاعيل وتأتي بالأعاجيب.

لكن في كثير من الأحيان لا يملكون شيئا يقدمونه للمستمع والمهتم والمتابع، وكأن مبتغى بعضهم أن يطل على الجمهور ويتكلم بما يصنع له شهرة أو يحقق له قبولا في أوساط نافذة، لكن لا فائدة منه، يوسع دائرة الفراغ والتيه.

ما معنى أن ينقل عن الدكتور سلمان العودة ـ المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم: (تحذيره من خطورة الأعمال الإرهابية والتفجيرات وسفك الدماء، والجماعات التي تقوم بها وتتستر وراء الإسلام، وترفع شعارات الجهاد، وصرح قائلا: هؤلاء أدوات في أيدي دوائر صهيونية وإسرائيلية وأوروبية وشرقية، تستهدف الإسلام والإساءة إليه. ودعا لإعلان عالمي لتجريم أعمالهم)، ما قيمة هذا الكلام في الميزان السياسي والمعرفي؟ يرجعنا إلى الوراء سنوات، ثم ماذا بعد؟ الإرهاب صناعة من؟ كيف أسس بنية تحتية في أوطاننا؟ وأين "هذا الإرهاب" من الخراب الذي نعيشه (خراب الإنسان والعمران)؟

هل الذي يحدث في تونس اليوم سببه الإرهاب؟ من حرك الثائرين على قمع وطغيان من زكيته يوما ما بعد زيارة أروك ما يريدون وما استسغته، الإرهاب أم الطاغية بن علي؟ لماذا اعتقل الكاتب محمد العبد الكريم، وما مصير إخوانه سعود الهاشمي وصحبه من قبله، وأين الإرهاب من كتاباتهم وأفكارهم؟ هل جندهم الإرهابيون بالتواطؤ مع الموساد؟ ألا ما أشنع هذا التدليس والتضليل؟ من زور انتخابات مصر وسام أهلها سوء العذاب وحولها إلى مرتع لجواسيس الموساد؟ لقد تسلل الإرهاب إلى الصناديق وتحالف مع الحزب الوطني وأطاح بالعملية برمتها؟ من أفقر اليمن السعيد وألهب الأوضاع وأشعل الفتن؟ إن لم يكن الفاسد علي عبدالله صالح، فمن يكون؟ العولقي؟ ربما أرسلته واشنطن إلى اليمن سرا ليفتح عليها أبواب جهنم، وحمته بطائرات من دون طيار، أليس أداة في أيدي الدوائر الصهيونية؟ الإرهاب يدمر ما أصلحه الحكام! ألا ما أقبح وأتعس هذا المنطق؟

في كل ما تراه ـ يا شيخنا ـ من سواد ودماء، لم يقع بصرك إلا على أهل الطيش من القاعدة؟ وما تراه من تذمر واحتقان وسخط وإحباط الشعوب العربية، فما مرده؟ الإرهاب أيضا؟ وفق هذا المنطق، فإن الإرهاب أصبح له جيوش وتخضع له أقاليم، وقد يحصد من البشر ما لم تحصده سيوف المغول والتتار؟

الإرهاب ـ يا شيخنا وهذا لا يخفى عليكم يقينا ـ حصاد مر لمن زرع الشوك، أرجو أن يأتي يوم توجه فيه الكلام الواضح لا الفضفاض: يا قوم لم زرعتم الشوك، شوك الظلم والقهر والاستعباد والإذلال، أليس هذا الإرهاب الذي تحصده الأمة هو ثمرة ذاك الشوك الذي زرعه من تراعي مقامهم؟ ولو كان زرع الحكام طيبا، من عدل وشورى وحريات عامة وتداول واختيار، لكان الحصاد رطبا جنيا.
أظنك ـ شيخنا ـ استعجلت قطف ثمرة النضج والعمق والاتزان الفكري، فكثرت زوابعك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق