من عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
إلى الأخ المكرم : أبو عبد الرحمن عادل بن عبد الشافي باشا.
فقد وصلنا خطابكم المتضمن استفتائكم عن الحوار الذي دار بينكم وبين الأخ عمر العتيبي أسامة عطايا في إحدى المنتديات وهو منتدى أنا المسلم ، والحوار حول فتوى اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية في الرد على حسن الحلبي في مسائل الإيمان والكفر وذكرت في خطابك أن كلام أبي عمر العتيبي مشابه لقول الجهمية في مسمى الإيمان والكفر ، وأن الذي أخطأ فيه أبو عمر هو التلازم بين الظاهر والباطن وهو جعله كل كفر ظاهر مستلزما للجحود القلبي ، وأنكم اعترضتم عليه بأن هذا مذهب الجهمية ونقلت في النقولات السبع عنه أنه قال :
النقل الأول :الكفر مبني على الجحود .
النقل الثاني : أن السجود لغير الله لا يلزم منه الاستحلال .
النقل الثالث : أن سب الله كفر جحود ، وهو كفر عملي يدل على كفر القلب .
النقل الرابع : تقريره لأن كل عمل مكفر يسمى جحودا .
النقل الخامس : أن فعل المكفر لا يلزم منه استحلال القلب .
النقل السادس: التفريق بين القول بأن النطق بكلمة الكفر جحودا وبين أن يجعل كفره راجع إلى الجحود .
النقل السابع : قوله أما الأمر الثاني فليس بصحيح فإن كل كفر لا يرجع إلى الجحود وأنك أبا عبد الرحمن الباشا قلت في الرد على أبي عمر العتيبي إن أهل السنة قرروا أن الإيمان قول وعمل وأن أصله الإيمان الذي في القلب وأنه لا بد في الإيمان من شيئين تصديق القلب ومحبة القلب فيكون الكفر بما ينافي قول القلب من التكذيب أو بما ينافي عمل القلب ، فكل قول مكفر أو عمل مكفر يستلزم إما زوال القلب أو عمل القلب أو كليهما عند أهل السنة والجماعة .
الإجـــــابة:إلى الأخ المكرم : أبو عبد الرحمن عادل بن عبد الشافي باشا.
فقد وصلنا خطابكم المتضمن استفتائكم عن الحوار الذي دار بينكم وبين الأخ عمر العتيبي أسامة عطايا في إحدى المنتديات وهو منتدى أنا المسلم ، والحوار حول فتوى اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية في الرد على حسن الحلبي في مسائل الإيمان والكفر وذكرت في خطابك أن كلام أبي عمر العتيبي مشابه لقول الجهمية في مسمى الإيمان والكفر ، وأن الذي أخطأ فيه أبو عمر هو التلازم بين الظاهر والباطن وهو جعله كل كفر ظاهر مستلزما للجحود القلبي ، وأنكم اعترضتم عليه بأن هذا مذهب الجهمية ونقلت في النقولات السبع عنه أنه قال :
النقل الأول :الكفر مبني على الجحود .
النقل الثاني : أن السجود لغير الله لا يلزم منه الاستحلال .
النقل الثالث : أن سب الله كفر جحود ، وهو كفر عملي يدل على كفر القلب .
النقل الرابع : تقريره لأن كل عمل مكفر يسمى جحودا .
النقل الخامس : أن فعل المكفر لا يلزم منه استحلال القلب .
النقل السادس: التفريق بين القول بأن النطق بكلمة الكفر جحودا وبين أن يجعل كفره راجع إلى الجحود .
النقل السابع : قوله أما الأمر الثاني فليس بصحيح فإن كل كفر لا يرجع إلى الجحود وأنك أبا عبد الرحمن الباشا قلت في الرد على أبي عمر العتيبي إن أهل السنة قرروا أن الإيمان قول وعمل وأن أصله الإيمان الذي في القلب وأنه لا بد في الإيمان من شيئين تصديق القلب ومحبة القلب فيكون الكفر بما ينافي قول القلب من التكذيب أو بما ينافي عمل القلب ، فكل قول مكفر أو عمل مكفر يستلزم إما زوال القلب أو عمل القلب أو كليهما عند أهل السنة والجماعة .
الجواب :
ما ذكره أبو عمر العتيبي أسامة بن عطايا إن كان كما ذكره السائل هو مذهب المرجئة من الجهمية ونحوهم الذين يرون ويقررون أن مسمى الإيمان هو معرفة الرب بالقلب والكفر هو جهل الرب بالقلب فالإيمان لا يكون إلا بالقلب والكفر لا يكون إلا بالقلب وهذا من أبطل الباطل ، وأما ما ذكرته في قولك : إن أهل السنة قرروا أن الإيمان قول وعمل ، صحيح وهو مذهب أهل السنة أما قولك : لا بد في الإيمان من شيئين تصديق بالقلب ومعرفته وإقراره ويقال لهذا قول القلب ، ولا بد فيه أيضا من محبة القلب وانقياده ويقال لهذا أيضا: عمل القلب فهذا صحيح ، ولكن لا بد من أمر ثالث لم تذكره وهو أعمال الجوارح لأن مسمى الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وقولك بعد ذلك : ( وبالتالي يكون الكفر إما بما ينافي قول القلب من التكذيب والجحود أو بما ينافي عمل القلب من المكفرات العملية المخرجة من الملة فكل قول مكفر ، أو عمل مكفر ، يستلزم بالضرورة إما زوال قول القلب أو زوال عمل القلب أو كليهما عند أهل السنة والجماعة ).
هذا ليس بصحيح لأنك قصرت التكفير على زوال قول القلب أو زوال عمل القلب أو كليهما وليس هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة
فإن مذهب أهل السنة والجماعة أن الكفر يكون بأمور :
أولا : يكون باللسان كمن سبَّ الله أو سب رسوله أو سب دينه أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه ولا يشترط منافاة قول القلب ولا عمل القلب بل السب أو الاستهزاء كفر مستقل قال الله تعالى عن جماعة في غزوة تبوك استهزءوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالصحابة فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء وهم قد خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد .
فأنزل الله قوله تعالى : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ أثبت لهم الكفر بعد الإيمان بمجرد هذه المقالة ولم يسألهم النبي صلى الله عليه وسلم هل يعتقدون ذلك في قلوبهم أم لا .
ثانيا : ويكون بالقلب كمن اعتقد لله صاحبة أو ولدا أو جحد ربوبية الله أو اسما من أسمائه أو صفة من صفاته أو خبرا أخبر الله به ويكون في هذا متعمدا أو جحد نبيا من الأنبياء أو أنكر البعث أو الجنة أو النار أو جحد وجوب الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج أو جحد تحريم الربا أو الزنا أو الخمر أو ذلك .
ثالثا : ويكون بالفعل كمن سجد للصنم أو استهان بالمصحف بأن وطأه برجليه أو لطخه بالنجاسة أو فعل السحر إلى غير ذلك من الأمثلة .
رابعا : ويكون الكفر بالرفض والترك والإعراض كمن أعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله قال الله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ وقال تعالى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ وبهذا يتبين بأن في كلامك يا أبا عبد الرحمن قصورا في مسمى الإيمان ومسمى الكفر عند أهل السنة والجماعة .
وأن ما قرره أبو عمر العتيبي من أن الإيمان لا يكون إلا بالقلب والكفر لا يكون إلا بالقلب هو مذهب المرجئة من الجهمية ونحوهم .
نسأل الله أن يثبت الجميع على الهدى ودين الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ما ذكره أبو عمر العتيبي أسامة بن عطايا إن كان كما ذكره السائل هو مذهب المرجئة من الجهمية ونحوهم الذين يرون ويقررون أن مسمى الإيمان هو معرفة الرب بالقلب والكفر هو جهل الرب بالقلب فالإيمان لا يكون إلا بالقلب والكفر لا يكون إلا بالقلب وهذا من أبطل الباطل ، وأما ما ذكرته في قولك : إن أهل السنة قرروا أن الإيمان قول وعمل ، صحيح وهو مذهب أهل السنة أما قولك : لا بد في الإيمان من شيئين تصديق بالقلب ومعرفته وإقراره ويقال لهذا قول القلب ، ولا بد فيه أيضا من محبة القلب وانقياده ويقال لهذا أيضا: عمل القلب فهذا صحيح ، ولكن لا بد من أمر ثالث لم تذكره وهو أعمال الجوارح لأن مسمى الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وقولك بعد ذلك : ( وبالتالي يكون الكفر إما بما ينافي قول القلب من التكذيب والجحود أو بما ينافي عمل القلب من المكفرات العملية المخرجة من الملة فكل قول مكفر ، أو عمل مكفر ، يستلزم بالضرورة إما زوال قول القلب أو زوال عمل القلب أو كليهما عند أهل السنة والجماعة ).
هذا ليس بصحيح لأنك قصرت التكفير على زوال قول القلب أو زوال عمل القلب أو كليهما وليس هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة
فإن مذهب أهل السنة والجماعة أن الكفر يكون بأمور :
أولا : يكون باللسان كمن سبَّ الله أو سب رسوله أو سب دينه أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه ولا يشترط منافاة قول القلب ولا عمل القلب بل السب أو الاستهزاء كفر مستقل قال الله تعالى عن جماعة في غزوة تبوك استهزءوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالصحابة فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء وهم قد خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد .
فأنزل الله قوله تعالى : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ أثبت لهم الكفر بعد الإيمان بمجرد هذه المقالة ولم يسألهم النبي صلى الله عليه وسلم هل يعتقدون ذلك في قلوبهم أم لا .
ثانيا : ويكون بالقلب كمن اعتقد لله صاحبة أو ولدا أو جحد ربوبية الله أو اسما من أسمائه أو صفة من صفاته أو خبرا أخبر الله به ويكون في هذا متعمدا أو جحد نبيا من الأنبياء أو أنكر البعث أو الجنة أو النار أو جحد وجوب الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج أو جحد تحريم الربا أو الزنا أو الخمر أو ذلك .
ثالثا : ويكون بالفعل كمن سجد للصنم أو استهان بالمصحف بأن وطأه برجليه أو لطخه بالنجاسة أو فعل السحر إلى غير ذلك من الأمثلة .
رابعا : ويكون الكفر بالرفض والترك والإعراض كمن أعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعبد الله قال الله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ وقال تعالى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ وبهذا يتبين بأن في كلامك يا أبا عبد الرحمن قصورا في مسمى الإيمان ومسمى الكفر عند أهل السنة والجماعة .
وأن ما قرره أبو عمر العتيبي من أن الإيمان لا يكون إلا بالقلب والكفر لا يكون إلا بالقلب هو مذهب المرجئة من الجهمية ونحوهم .
نسأل الله أن يثبت الجميع على الهدى ودين الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق