خلف الحربي (( وعقدة العين الحمراء))
بقلم : ليلى الشهراني
كتب خلف الحربي في جريدة عكاظ مقالة تجاوزت العيون الحمراء عفواً "اقصد الخطوط الحمراء" اقتصصت منها هذا المقطع :
((وفجأة أصبح (الشباب الحلوين) يتحدثون بتجرد أجرد وكأنهم أعضاء في حزب المعارضة السويدي!.
طبعا لو لم نكن نعرف (البير وغطاه) لأعجبتنا هذه الشجاعة التي هبطت على القلوب بالبراشوت! ..ولكننا للأسف (عيال قرية وكل يعرف أخاه) ونعلم تمام العلم أن هؤلاء البواسل ما كانوا ليخطوا مثل هذه الخطوة لو لم يكونوا متأكدين بأن خالد الفيصل سيترفع عن قصصهم الصغيرة وينفذ ما يراه صحيحا، وهذا ما حدث بالفعل حيث قال الأمير خالد الفيصل لـ «عكاظ» إنه مشغول عنهم بالواجبات الملقاة على عاتقه في موسم الحج ونصحهم بالتركيز على ما ينفع الوطن (.. يعني ما جاب خبرهم)!، ونحن – قياسا على التاريخ الشخصي لغالبيتهم – نعلم أن خالد الفيصل لو (حمر العين) عليهم قليلا لاصطفوا أمامه وهم يرتدون فوق كروشهم المتهدلة فانيلات خضراء وشورتات بيضاء وينشدون: (سارعي للمجد والعلياء))))
هذا النص مقتطع من مقالة خلف الحربي اليوم وهو يهدد ويتوعد كل من كتب عن حلقات التحفيظ بأنهم إن لم يرجعوا عن غيهم فسيتم التنكيل بهم وسلقهم أو غليهم في الأعين الحمراء , ويخبرهم بأن خالد الفيصل لم يلتفت لهم بدليل (أنه لم يخرج متحسباً على من ظلمه مسامحاً من أخطأ في حقه) وما تبع ذلك من أحداث نفي وإشاعة وتبرير , تلك الأعين التي خوف بها خلف الحربي وأمثاله العامة من قومي , تلك العين التي زرعوها في كل مجلس ومحفل , حتى انتشر الفساد ونهبت الأموال , ما زلت أتذكر منظر الصراصير التي تشارك المرضى أسرتهم في منطقتي ولا أحد يجرؤا على الكلام , ما زلت أذكر تلك المدارس التي تهالكت على رؤوسنا ولا نستطيع الكلام فهناك عين حمراء تأكل من يتحدث عن حقه . هي نفسها العين التي تسببت في تأخير المشاريع التنموية , وهي نفسها التي عطلت تعبيد الطرق وتخطيط المدن , هي نفسها العين التي لعبت بالبنى التحتية لكل مدينة .
تخيلوا أن يخرج كاتب صحفي بعقلٍ ناقص وثقافة حواري , ليخوف الشباب بهذه الكلمة القديمة ويحذرهم من احمرار عين خالد الفيصل !!! ولم يعرف أنهم في زمن عبدالله بن عبدالعزيز الذي رفض أن تقبل يده أو يد أحد من أفراد العائلة كما قال حفظه الله ((إن تقبيل اليد أمر دخيل على قيمنا وأخلاقنا ولا تقبله النفس الحرة الشريفة إلى جانب انه يؤدي إلى الانحناء وهو أمر مخالف لشرع الله والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد.. لذلك أعلن من مكاني هذا عن رفضي القاطع لهذا الأمر واسأل الجميع أن يعملوا ذلك ويمتنعوا عن تقبيل اليد إلا للوالدين برا بهم)) .
هذا هو كلام عبدالله بن عبدالعزيز لشعبه , لم يكن بالعين الحمراء بل رفض لهم الإنحناء والعبودية إلا للخالق سبحانه وتعالى , فما بالكم بمن يخرج من الإعلام وفي صحيفة رسمية , ليخيف شعب عبدالله بن عبدالعزيز بكائن من كان سواءً أمير أو وزير , وأستغرب أن تمرر هذه المقالة بدون تهذيب ولا تصحيح , وهي تحتاج إلى أن يؤدب كاتبها وتؤدب الصحيفة التي نشرتها , ولعل الأستاذ خاشقجي يكتب لهم تمريناً في حسن الأخلاق , وحسن انتقاء الألفاظ , لأنني بعد أن قرأت مقالة خلف الحربي اليوم , أيقنت بأن خاشقجي محق في كلامه فلا يمكن أن ينشر مقالات الشرعيين في الصحافة السعودية , لأنها غير مؤهلة حالياً لاستقبال هذه المقالات الكبيرة والكريمة على صحفنا, ومن الظلم أن توضع مقالات شيوخنا وكتابنا الأفاضل فيها , جنباً إلى جنب مع هذه المقالات العقيمة الخالية من كل أدب وذوق يتسم به أدنى البشر , بمعنى أن خاشقجي يخشى على هذه الأسماء الكبيرة من أن تتلوث بما تحويه تلك الصحف من مشاغبات الصغار وسوقيتهم في إعداد المقال .
فالبعض منهم يتعامل مع القرطاس ولكنه لا يعرف القلم لذلك فهو مثل الأنعام التي تحمل الأسفار ولا تقرأها , البهائم تتعامل مع القرطاس لكنها لا تكتب فيه بل تمضغه لأنها لا تفرق بينه وبين الأعشاب فكلها للمضغ , وهؤلاء يمضغون مقالاتهم مضغاً , فتخرج بدون تفكير ولا عقلانية .
قد يكون خلف الحربي عانى كثيراً من العين الحمراء والاستعباد , وقد يملك عقدة الفانيلة والشورت والتغني بالسلام الملكي استعباداً وليس انتماء , لكن من المعيب على الصحافة السعودية أن يكتب فيها أصحاب العقد الحمراوية والكتابة الصفراوية .
وهنا نناشد وزير الإعلام بأن ينظر للصحافة الورقية بعين المسئول , وأن ينظفها من الألفاظ التي لا يقرأها الخاصة بل العامة والتي فيها إساءة لشيوخ وعلماء وليس فقط لشباب , فأكثر من كتب وناصح الأمير خالد هم شيوخ كبار ودعاة ومصلحين وكتاب يفوقون خلف علماً وأدباً وثقافة فهل هم من ضمن الواقفين أمام خالد الفيصل بالفانيلة والشورت التي تلبس فوق كروشهم ليرددوا سارعي للمجد والعليا .
خلف أساء لوطن , وعَلَم, ودولة , وذلك بنشر ثقافة الفراعنة في الاستبداد والاستعلاء والتكبر والتجبر حتى بلغ بأحد جبابرتهم أن قال (أنا ربكم الأعلى) , وتصوير الوقوف بين يدي المسئول والخنوع وترديد السلام الملكي ولبس الأخضر بأنه وسيلة عقاب للمخالف أو بالأصح المناصح هو استهتار بقيم الدولة ومبادئها . وتصوير ولاة الأمر بأنهم فراعنة العصر .
هو لا يكتب في استراحة أو مقهى على الخط السريع يا وزير الإعلام بل يكتب في صحيفة أنت ترعاها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق