اللهم إن هذا منكر
واللعنة على الساكتين عن الحق!
الاربعاء 1 كانون الأول (ديسمبر) 2010
بقلم: حماه الله ولد السالم |
ولذلك فكل من لم ينكر المنكر، فلا ذمة له ولا كرامة ولا أمانة ولا دين ولا خلق ولا قيمة وليس ببعيد من عذاب الله الأليم في الدنيا قبل الآخرة.
وجاء في حديث جرير بن عبد الله البجَلي في وعيد مَن عُمِل فيهم بالمعاصي، وقد قدروا أن يغيِّروا، فلم يغيِّروا: أن يصيبَهم الله بعذاب قبل أن يموتوا. . وحديث حذيفة في التأكيد على المؤمنين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وتهديدهم إن لم يفعلوا أن يبعث عليهم عقابًا، ثم يدعونه، فلا يستجيب لهم.
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه: "فإن يتركوهم وما أرادوا؛ هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم؛ نَجَوا ونَجَوا جميعًا".
إن وعيد الناس؛ بالعقاب والعذاب العاجل والآجل، وبالهلاك والدمار الشامل، وبردِّ الدعاء عليهم إذا دَعَوا؛ لا يكون إلا على فعل محرَّم أو ترك واجب.
يا أمة الإسلام، ويا بقية أمة محمد، هل سمعتم بدولة مسلمة وبشعب مسلم فيه حكام وعلماء مسلمون، تهدر فيه جهارا نهارا الدماء المعصومة وتهتك فيه الأعراض المصونة، ثم لا يتحرك سلطان ولا فقيه ولا إمام ولا متعلم ولا حتى مواطن عادي.
لقد هزت العاصمة قبل أمس جريمة هتك عرض فتيات في عمر الزهور، فجر بهن ذئاب من مهاجري أفريقيا الغربية في قلب المدينة، ثم أطلق سراحهم ومن مخفر الشرطة المعنية بأمن الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم. وكأن بنات الضعفاء لا قيمة لهن، أو كأن أعراض المسلمين ليست واحدة.
حادث بشع وقذر تكرر ويتكرر عشرات المرات، في قلب العاصمة وأطرافها وفي الأحياء "الراقية" و"البائسة"، ويمر كما يمر أي شيئ "عادي" تحت سمع وبصر ولي الأمر ورجاله ونظامه ودولته.
ولم ينْبر إمام ولا عالم ولا داعية لإنكار ذلك المنكر الشنيع البشع العظيم، ولم يكتب أديب ولا كاتب ولا مثقف مقالا واحدا للتنديد بتلك الجرائم الدنيئة الوقحة.
لم ينبس إمام الجامع السعودي ببنت شفه، ولا إمام الجامع العتيق ولا الجامع المغربي ولا أي من أئمة المساجد القريبة أو البعيدة، وكأن الأمر لا يعنيهم، أما الفقهاء والعلماء فلم ينشروا بيانا ولا فتوى ولا كتابا ينصح ولو بالحسنى.
وزارة الشؤون الإسلامية، لا يعنيها صون القيم الدينية والأخلاقية، وكأن شعبة التوجيه الإسلامي تحفة قديمة أو منزل مهجور، أو كأن القائمين عليه صم بكم لا يعقلون.
لكنهم جميعا يتسابقون كالحمر المستنفرة إلى الموائد الرسمية والإعلان بالبيانات المؤيدة والمناصرة.
أما هنا فنحن أمام صمت مطبق من ولي الأمر وأهل الحل والعقد ورجال العلم والفكر، يدل على موت القلوب والمذلة والهوان والضعة.
عتاة المجرمين والفسقة من المواطنين والأجانب، يبطشون بأعراض الناس ودمائهم، ثم يسيرون في الشوارع لا يخشون بأسا ولا رهقا وكأنهم في غابة يبطش فيها القوي بالضعيف والغريب بالقريب والفاجر بالبر والكبير بالصغير.
القاتل يقتل قريبه وبعيده، أمه وأباه، صديقه أو جاره، صاحب حانوت أو عابر سبيل، ثم يُحكم عليه ببضع سنوات ليطلق سراحه ليعود لجريمته بأشنع وأسوأ.
هاتك العِرض يفعل فعلته الشنيعة الدنيئة ويطلق سراحه مباشرة بشبهة واهية أو يدخل السجن قليلا ثم يعود لفعلته، فردا كان أو جماعة.
إذا دعا أهل البصائر إلى تطبيق الشرع تعرضوا للسخرية والتشويه، وإذا ضاق الحال على الحكام تلفعوا بتطبيق "متسرع" و "مسرحي" يتم التلاعب به لتنفير الناس من شريعة السماء، ولينفتح باب من الشر لن يسد أبدا.
ومن أمامهم ومن خلفهم جيش من مزيني الباطل والسوء، يخوّفونهم "بمن دونه" ويعدون الناس الفقر ويأمرونهم بالفحشاء، صدا عن سبيل الله وحقدا على شريعته التي هي منبع الهداية والأمن والكرامة.
طوفان من جرائم القتل والفسق والحرابة، يجتاح بلادنا ويبطش بشعبنا الأعزل المسكين المستضعف، ويكون الرد من بعضهم الدعوة لإلغاء عقوبة "الإعدام" وهم يقصدون القصاص الذي أمر الله به من فوق سبع سموات قال تعالى ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ثم يتحايلون على طريقة المنافقين بتأويلات كاذبة ومريبة من أنهم إنما يريدون ترسيخ العفو عن القاتل، لكنهم لم يجيبوا عن الهدف من وراء ذلك وهو القضاء على بقية الرسوم الشرعية التي لا تطبق أصلا.
وإذا صدر قرار ولو محتشم، يقلل من المنكرات والمفاسد، أطلت رؤوسهم الشيطانية وألسنتهم المنافقة تندد بالمساس بالحريات والحقوق، دفاعا عن قوم لوط ودعاة الاختلاط والمنكر والفجور الذين ينتشرون في طول البلاد وعرضها ويتخللون الأسواق والمنتديات والمناسبات الاجتماعية. ذلك منهج الجاحدين للحق والمنفرين من الفطرة، والمتعلقين بأهداب العلمنة والمنكر والضلال في طبعته الفرنسية أو الإنجليزيةـ سواء ـ وكأن دماء المسلمين في هذه البلاد وأعراضهم نهب ومشاع لكل معتد وظالم وفاجر قادم من الغابات أو مندس بين المواطنين.
ألا تعسا لهم وترحا، وقبحا وسحقا، ولغيرهم من المتلاعبين بكرامة النساء في المكاتب والمدارس والجامعات، حتى كرهت الفُضْلَيات الدرس والعلم كراهة في القرب من الذئاب المتلفعة بلبوس التدريس والتربية. وتنَغَّصَ عيش الكريمات بفعل التحرش بهن والإساءة إليهن في المكاتب والدوائر العامة.
لقد بلغ السيل أعالي الجبال، وأزكم نتن الفضائح الأنوف، وبلغ الحال إلى منتهاه، ولم يعد من المقبول الاستمرار في الصمت المخجل والسكوت الشيطاني على الجرائم والمنكرات التي تنهش في لحوم وأعراض ودماء وكرامة المستضعفين .
هيئات التنصير تنهش في دين الشعب، والمنظمات الصهيونية السرية تتخلل الصفوف وتشيع الفتنة والبغضاء وهي الحالقة، تارة تتستر بغطاء الإحسان وطورا تحت راية التعاون.
لكن دماء الناس وأعراضهم خط أحمر، ولا يمكن السكوت عليه أو الصبر على المساس به، فهي نار ستأكل كل شيئ.
إذا لم يقتل القاتل وهاتك العرض والقائم بالحرابة، وًينكّل بكل أستاذ أو مدير أو عابر يلمز امرأة أو طفلة في عرضها أو حيائها في الشارع أو في المكاتب والجامعات والمدارس، فستكون هذه البلاد دار فتنة وحرب وضياع وفساد، ومنبع كل شر على الحاكم والدولة، وهو سبيل إلى الهلاك والوبال والعذاب من عند الله العلي القادر شديد المحال ذي الطول لا إله إلا هو.
ولله الأمر من قبل ومن بعد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق