الخبر الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=7JgsMTUYCzU&feature=related
........................................................................................................
رسالة د. المبارك للمدونة حول خبر عكاظ والكريسماس
إلى صحيفة عكاظ وبابا نويل: إني رايتكما معاً!
كتب / عصام مدير:
الحاقاً لما نشرت بمدونتي “التنصير فوق صفيح ساخن” بتاريخ مساء الخميس الماضي 23 ديسمبر 2010م، حول الخبر المنشور بـ صحيفة عكاظ بذات اليوم والتي صاغت كلاماً نسبه مراسلها لمقام عضو هيئة كبار العلماء حول أعياد غير المسلمين وأن اجابة دعوتها مباحة…. [رابط الموضوع]فكنت قد تفحصت صياغة الخبر، وخلصت إلى ما وقع فيه محرره من خلط منوهاً بتوقيت اثارة هذه المسألة مع فضيلة الشيخ ألا وهو موسم ما يسمى بـ “أعياد الميلاد” أو “عيد الميلاد المجيد” أو الكريسماس، لكي توهم “عكاظ” القراء أن الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك يبيح حضور الكريسماس للمسلمين!!
وليس جمهور الصحيفة وحدها من التقط هذا الربط المتعمد بين الخبر والكريسماس، فقد أشرت في مقالي السابق إلى حفاوة صحف خليجية وعربية بهذا الخبر ومحتواه المحرف عن أصله، نظراً لتهاون تلك الدول باسم التسامح في شأن المبالغة في اظهار أعياد الكفار وخصوصاً الكريسماس ورأس السنة الميلادية ازاء معارضة شعبية اسلامية، تعرضت لصدمة الكلام المنسوب للشيخ، حفظه الله.
ولا أدل على هذا من مقال الكاتب “الليبرالي” السعودي عبدالرحمن العرفج ومقاله المنشور صباح اليوم بـ صحيفة المدينة تحت عنوان “أكل الترمس مَع أهل الكِرسْمس..!” (عدد 26 ديسمبر 2010م – رابط المصدر) إذ قال فيه بالحرف:
قَبل أيَّام استوقفني خَبرٌ نُشر في صَحيفة عُكاظ (23/12/2010م)، لشيخ مُعتبر ذُي مَكانة مُرتفعة، إذ هو عضو في هيئة كِبار العُلماء، عَن طَريق الصَّحفي النَّشط «عبدالله الداني»، يَتعلَّق بأجواء رَأس السَّنة والاحتفال بها، ونَظرًا لأنَّ البعض مَغمورون الآن بسَيل التَّرتيبات لاحتفالات «الكِرسْمس»، فإنَّ مِثل هَذا التَّصريح يصعد مِن الهَامش إلى المَتن، ومِن الوَسط إلى القمَّة..!لاحظ أن كاتب المقال ربط فعلياً، ومن عنوان مقاله الذي ذكر الكريسماس، بين خبر “عكاظ” بالصورة التي خرج بها وبين أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية لاسيما أن الصحيفة ولا شك قد تعمدت أن توجد هذه العلاقة بين كلام الشيخ وهذه المناسبات الكفرية الماجنة.
وإذا كان هذا “العرفج” قد وقع في فخ عكاظ أو ارتمى في أحضان صياغتها الخبرية المشبوهة لأن صياغتها وافقت هوى في نفسه، فما ظنك بجمهرة من شباب انخدعوا هم أيضاً بما نشرته عكاظ حتى أخذوا يسألونني بحسن نية، أو يجادلونني بسوء نية، وكأنهم وجدوها فرصة للأخذ بهذه الفتوى العكاظية التخريج حتى يسارعوا لمخالطة الكفار في حفلات الكريسماس الماجنة!!
وبسبب توظيف متعمد من “بني علمان” لدينا في شارع الصحافة السعودية والخليجية والعربية، وفوقه حفاوة مواقع التنصير ومنتدياته بالانترنت بهذا الخبر، فقد استدعى مني كل هذا مد جسور الاتصال مع فضيلة الشيخ لاستيضاح ما نُسب إليه من كلام منه شخصياً وأنا على يقين أن في المسألة خطأ وقع في النشر على أقل تقدير، لو افترضنا حسن النية عند الصحيفة ذات السوابق في الكذب والتحريف.
وقد تسنّى لي ليلة البارحة الحديث هاتفياً مع الشيخ الدكتور قيس المبارك، سلمه الله، وقد أبدى لي أن في الأمر سوء فهم قد وقع بسبب العنوان الذي خرجت به الصحيفة.
فلما ذكرت للشيخ أن غرض “عكاظ” كان ربط كلامه خارج سياقه الأصلي بتزامن احتفالات النصارى بالكريسماس، تفاجأت من أن الشيخ لم يكن يعلم عن ذلك ولا أحس به وسألني متعجباً: “هل هذا هو وقت الكريسماس؟!!” ثم أتبع بالقول: “حسبنا الله ونعم الوكيل”. وأظن في هذه العبارة الأخيرة دلالة كافية على أن كلام الشيخ أصلاً لم يكن متعلقاً بهذاالعيد ولا بغيره من الأعياد التي تروج للكفر والفجور وللتنصير.
ولا يُلام الشيخ مع انشغالاته الكثيرة، و مهام عضويته بهيئة كبار العلماء في بلاد الحرمين، أنه لم يستشعر العلاقة بين سؤال عكاظ له بموسم الكريسماس، فالأغلبية الساحقة من السعوديين لا تشعر بهذه الاحتفالات ولا غيرها ولا تراها ولا تسمع عنها، بل ولا يعرفونها على حقيقتها وبعضهم يظنه مولد المسيح عليه السلام وأنه بدعة من مثل الاحتفال بالمولد النبوي عند بعض المسلمين.
وقد تكرم فضيلته بكتابة رسالة من فقرتين فيها توضيح تام لما قاله أساساً لصحيفة عكاظ بعد أن شوهته صياغة المحرر (اتهام الصحيفة بتشويه كلام الشيخ هو لي وليس للشيخ حتى لا ينسب القول له).
وأذن لي د. قيس المبارك بنشر رسالته الكريمة في مدونتي مشكوراً، إلا أنه أتبع اتصالي به برسالة جوال/موبايل جاءت كالتالي بتمام الساعة التاسعة والدقيقة الثامنة والخمسين بتوقيت المملكة العربية السعودية:
“أخي الحبيب، ابني من المتابعين لمدونتك وأخبرني أنك ذكرت أن جريدة عكاظ كذبت علي والواقع أنها حين جزأت الكلام ترتب عليه حذف لبعض الكلمات واختل المعنى ولا أظن هذا كذب مقصود بل سوء تصرف” ا. هـومع وافر احترامي وتقديري لمكانة الشيخ وامتناني لتلقيه اتصالي، وما أبداه لي شخصياً من امتعاض من “سوء تصرف” الصحيفة، على حد تعبيره، فإنني وعدته بنشر رده وموقفه كما هو دون تدخل، وإن كنت شخصياً آمل منه أن يتقبل رأيي في أنني أرى أن ما فعلته أو أقترفته عكاظ أكثر بكثير من مجرد “سوء تصرف”، وما زلت عند قولي، وهو طبعاً غير ملزم للشيخ ولا لغيره ولا ينتقص من وجهة نظر الشيخ الفاضل.
وأزيد علي قولي أن الصحيفة تعمدت الكذب على الشيخ تضليلاً للقراء منها ولمن نقل عنها، وأنها قصدت ذلك عند تحرير الخبر. هذا الرأي وضحته في مقالي بالأمس بناء على الكيفية التي خرج بها الخبر من صياغة حرفت الكلام وصرفته إلى غير سياقه الأصلي وبعيداً عن مقاصد الشيخ منه.
وقبل أن نتناول كلام الشيخ كما وصلني كاملاً – دون أن أتدخل بصياغة بيانه أو تحريره، أود أن أشير إلى ألوان من “سوء تصرف” عكاظ، في السابق، لكي نقيس عليه الأمور، لأن “أهل مكة أدرى بشعابها”، وأنا صحافي ومحرر سابق تعاملت مع عكاظ وغيرها، خصوصاً ما تراكم من رصدي كباحث في شؤون التنصير لحملات اعلامية سابقة تبنتها الصحيفة مع كل موسم من مواسم الكريسماس تقريباً بجملة من مقالات سافرة تدعو للسماح للعمالة الوافدة النصرانية إلى بلادنا باظهار شعائر دينها وأعيادها، ومقالات عكاظية أخري تحضنا على المشاركة فيها وتبادل التهاني والتبريكات مع الكفار بتلك المواسم!! ومقالات تروج صراحة لدعاية التنصير في بلاد الحرمين! [بالامكان البحث في محرك المدونة عن مثل هذه المقالات العكاظية وغيرها في عدد من المطبوعات السعودية للأسف الشديد].
فعلي سبيل المثال وليس الحصر، سبق وأن نشرت صحيفة عكاظ عام 2005م أن سفينة دولوس التنصيرية سوف ترسو في ميناء جدة الاسلامي لأول مرة!! ولكن تبين لي بالدليل القاطع أن محرر الخبر سرق الموضوع بالحرف من كاتب نصراني لبناني كان قد قدم السفينة التنصيرية على أنها أكبر معرض عائم للكتاب، فوقع مراسل “عكاظ” في فخ الصحافي الماروني، ونسب العكاظي الخبر لنفسه ولصحيفته حتى يضع اسمه عليه، فنشرت “عكاظ” الخبر دون تدقيق!!
و لما طالعت جدول السفينة وخط سير رحلاتها على موقعها الرسمي، لم أجد شيئا يذكر عن قدومها لأي من موانئ المملكة، فكتبت مقالي بصحيفة البلاد السعودية بزاويةعمودي الأسبوعي السابق: “عالم افتراضي” بعنوان: “هذه دولوس يا أهل الفلوس”، كذبت فيه ما نشرته عكاظ وبينت فيه حقيقة السفينة وأنها ليست أكبر معرض عائم للكتاب ولكن أكبر معرض عائم للكتب التنصيرية.
ثم إن هذه الصحيفة – وعوضاً عن الاعتراف بالخطأ ونشر تصحيح يليق بمكانتها التي تدعيها في عالم الصحافة المطبوعة، خصوصاً وأنها قدمت دعاية مجانية تجميلية لسفينة تنصير – امتنعت عن التعقيب والرد ولم تنشر شيئا!!!!!
وما زالت عكاظ دون بقية الصحف السعودية تعتمد بالدرجة الأولى على ترجمة الموضوعات الأجنبية التي تعدها للنشر عبر توظيف نصراني ماروني يعمل لديها منذ أكثر من عشرين عاماً، وكأن جامعاتنا لم تخرّج لنا بعد كفاءات وطنية اعلامية في الترجمة، بينما تتشدق هذه الصحيفة بالسعودة وتتملق العاطلين من المواطنين!!
إن كانت الصحيفة قد اضطرت إلى مترجم نصراني دخيل بل، ويشارك في تحرير الأخبار لنا في صحيفة تطبع من مدينة جدة، بوابة مكة المكرمة وقلب الحجاز، قبل قرابة ثلاثة عقود من الزمن، فما حاجة العكاظيين اليوم وكتابهم إلى هذ الـ جوزيف؟ أولم يرفع أكثر كتاب عكاظ عقيرتهم مطالبين بتدريس اللغة الانجليزية لأولادنا في المراحل الابتدائية لما شنوا حملات مقالاتهم على المناهج الدينية في بلادنا؟ أوليس فيهم رجل رشيد مواطن مسلم يتقن الترجمة إلا ذاك؟!
فلا غرابة أن تروج هذه الصحيفة في أكثر من مناسبة للدعاية التنصيرية، وهي مخترقة من داخل مقرها الرئيسي في جدة حيث يعمل هذا الماروني وأخوته!! ولا عجب أن تبادر عكاظ لنشر خبر تتعمد ربطه بالكريسماس لكي تعطي الضوء الأخضر لشبابنا لحضور حفلات المارون السرية في مجمعاتهم السكنية الحصينة مع الأجانب، حيث العلاقات الآثمة مع بناتهم والخمور المهربة باسم المسيح أو البابا نويل، وحيث التنصير أحياناً يا سادة يا كرام! [طالع تقارير السفارة الأمريكية وقناصلها في بلادنا عن تلك الحفلات وما يحصل فيها باعتراف الأمريكان أنفسهم - المصدر تسريبات موقع ويكيليكس].
ولا “تثريب” على العكاظيين بعدما اعتذروا مطلع هذا العام الميلادي لمطران المارون “بولس مطر” في افتتاحية الصحيفة وقد ساء مطرانية بكركي مقال كاتب عكاظي انتقد كلمة المطران في قداس الميلاد، رغم أن الكاتب كان محقاً في ملاحظاته.
لكن عوض أن تنشر الصحيفة رد المطران على كاتبنا الموقر، وهذا حق للمطران، قامت بايقاف الكاتب ومنعه من الكتابة بتوجيهات وزير اعلامنا السعودي، عبدالعزيز خوجة، وسفهت في اعتذارها بمكانة كاتب مسلم لديها ارضاء للمطران الذي ما استطاع أن يرد على رسائلي له وقد كشفت للناس في يناير الماضي أنه هو من أخطأ وليس الكاتب!!
فعندما أقول أن عكاظ تكذب و تدلس وتحرف، فأنا أبني هذا الاتهام المباشر ضد هذه الصحيفة، (والتي لا تملك أن ترد عليه ولا تقدر على مواجهته) بناء على كل ما تقدم أعلاه، وعن تجربة شخصية وخبرة ورصد بما هو أكثر مما لا يتسع المقام لذكره.
عموماً، وحتى لا أطيل على القارئ، فهذه رسالة فضيلة الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، عضو هيئة كبار العلماء، والذي تفضل مشكوراً بارسالها بعيد اتصالي الهاتفي معه، وقد أذن بنشرها في المدونة هنا، جزاه الله خيراَ.
وأنوه مرة أخرى – ودون تدخل مني في الصياغة أو تحليل الرسالة، وهي لا تحتاج مني إلى ذلك – أنها متعلقة بكلام الشيخ الأصلي الذي بثه لمراسل صحيفة عكاظ، وليس كما جاء في الخبر المنشور بعيداً عن مقاصد الشيخ الحقيقية، وفقه الله وحفظه.
رسالة الشيخ بعنوان: حضور أعياد غير المسلمين
تاريخ استقبال الرسالة: الدقيقة العاشرة بعد العاشرة من مساء أمس (25 ديسمبر 2010م).
نص الرسالة كاملة:
لم تكن العلاقة بين المسلمين وبين غيرهم علاقة تباغض ومعاداة، بل هي علاقة نصح وإرشاد ودلالةٍ على الخير، وإنْ ظهر من غيرنا العداء، فنحن على بيِّنة من طريقنا، وغايتنا قوله تعالى (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ) فالمسلم دالٌ على بضاعة الرحمن، ولذا فمن النُّصح لغير المسلمين دعوتهم إلى الهدى وحسن التعامل معهم، ومن النُّصح لهم كذلك عدم حضور أعيادهم الدينية على سبيل الرضا بها، فإنَّ في حضورنا تغريرٌ بهم وغشٌّ لهم بتزيين عقائدهم الخاطئة في أعينهم، وذلك أنَّها طقوس دينية لا نرضاها لهم، فنهْيُ العلماء من حضور أعيادهم مُستندُه النُّصحُ لهم، وليس الإساءة، فليس من شأن المسلمين الإساءة لأحد ولا معاداته، وتاريخ الإسلام خير شاهد على عدل المسلمين في التعامل مع غيرهم، بل والبرِّ بهم كما قال الله تعالى:(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)لن أعلق على كلام فضيلته بشيء، فكلامه واضح جداً، لو قورن بما نشرته عكاظ نقلاً عنه (لاحظ صورة من الخبر في النسخة المطبوعة أدناه).
فمقصد الدعوة والإرشاد هو ما يشير إليه كثير من العلماء الذين قالوا بجواز حضور أعياد غير المسلمين، فإنهم أجازوا ذلك في حالات لا يترتب عليها تزيين لعقائدهم ولا رضى بها، بل تفضي إلى النصح لهم، وأمثلة ذلك كثيرة، ومنها ما يقع للمسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب، ويُدعون لمناسبات كثيرة، وقد يترتَّب على رفض الدعوة إيغار للصدور، والكثير من مناسباتهم حقيقتها مناسبات وعادات قومية، وإن ظهرت لنا باسم الدين، ومن المعلوم بداهة أنه لا ينبغي أن يفهم الناس أنَّ الذي أجاز الحضور، يجيزه إذا وجدت منكرات كالخمر وغيره، فضلاً عن طقوس وعبادات تمارَس، فهذا لا يقول به أحد .
قيس المبارك
أما عكاظ: فليس أمام هذه الصحيفة الآن، لو ساءها ما نشرت بحقها، إلا أن تنشر كامل كلمة الشيخ لمراسلها، حتى يكون الناس على بينة من أمرهم، ولا أخال “عكاظ” ستفعل لأنها إن فعلت فهي سوف تؤكد كلامي ضدها…
عساهم يثوبوا إلى رشدهم قبل الكريسماس القادم إن شاء الله، بعيداً عن محاولاتهم ووسائل اعلامية سعودية وعربية أخرى التبرك بلحية البابا نويل!
والله المستعان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق