البريد الإسلامي

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

كاتب في عكاظ يرد على فتوى الكاشيرات

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20101127/Con20101127385062.htm
عمل المرأة في الأسواق شرعا
عبدالله عمر خياط
تابعت بكثير من الحرص والدقة كل ما كتبه الزملاء الأفاضل عن المرأة «كاشيرات ومحاسبات» وأي مجال آخر تحسنه، مع الاحتفاظ لها بكرامتها، ويوفر لها دخلا تستعين به على مواجهة متطلبات الحياة، وقد اعتمدت الغالبية من الكتاب على ما كان حاصلا في صدر الإسلام حيث شاركت المرأة في الحروب بعلاج المصابين، كما قامت بالمتاجرة والعمل في السوق بالبيع والشراء وذلك باستشهادات محدودة، أو مجرد إشارة.
غير أنني وجدت فيما كتبه حفيد شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب، الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الشيخ، من الأحاديث النبوية الشريفة والمرويات التاريخية الموثقة ما يبيح للمرأة أن تعمل وفي كل مجال وذلك من خلال البحث الذي نشرته «الرياض» بتاريخ الثلاثاء 2 / 12 / 1431 تحت عنوان رئيسي نصه : «الشريعة أوجدت حلولا لعمل المرأة في الأسواق المزدحمة بالمتسوقين». وقد استهله فضيلته بقوله : «من عهد النبوة والوحي يتنزل، وللمرأة وجود ونشاط في المجتمع المدني، ولها إسهامات في بناء مجتمعها أقرها الشرع المطهر» .
وبعد ما سرد الشيخ عبداللطيف المشاركات التي قامت بها المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الأعمال التي مارستها في كل تخصص علمي وثقافي
وتجاري، وأن الإسلام كرم الإنسان الرجل والمرأة على حد سواء، وما أعطاه الإسلام للرجل أعطاه للمرأة، وأن لها حق اختيار العمل والمهنة التي تميل لها.
بعد ذلك يقول فضيلة الدكتور عبداللطيف : «رأيت من الأمانة العلمية والقيام بالواجب الذي يبرئ الذمة أن أبحث هذه المسألة – التي حدث فيها الكثير من اللغط – من جميع الأوجه باحثا عن الحكم الشرعي بالدليل من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن خلال البحث اتضح لي وظهر أن عمل المرأة «محاسبة» في الأسواق المزدحمة بالمتسوقين هو نشاط وعمل كغيره من الأعمال» .
ثم يمضي في البحث إلى أن يقول الدكتور : «لم يرد في الشريعة الإسلامية ما يمنع عمل المرأة في التجارة أو غيرها من الأعمال المحترمة، والثابت الصحيح أن النساء في صدر الإسلام كن يبعن ويشترين باحتشام وتحفظ من إبداء الزينة، ومارسن جميع المهن المشروعة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والوحي يتنزل، وهي تعمل في مجالات عدة من تجارة، وطب، وتعليم، وصناعة، كما أنهن شاركن في العمل العسكري، ولم تكن المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مهمشة، أو مهضومة الحق» .
ثم يورد الدكتور أمثلة من عمل المرأة إلى عهد قريب في أسواق الرياض «المقيبرة»
و «المدعى» في مكة المكرمة وغيرها من الأسواق في المدن، ثم يسوق الشيخ بعد ذلك من القرآن الكريم آيات في خطاب موجه للرجل والمرأة على حد سواء في التكاليف وأيضا مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى الذكر والأنثى جميعا ولم تستثن أحدا منهما في الخطاب.
كما أورد فضيلته جملة من الأحاديث التي تؤكد ممارسة المرأة للعمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بحسب ما جاء في بحث الدكتور عبد اللطيف.
فعن أبي بلج يحيى بن سليم قال : «رأيت سمراء بنت نهيك وكانت قد أدركت النبي عليها درع غليظ وخمار غليظ بيدها سوط يؤدب الناس، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر». أخرجه الطبراني.
وكانت النسوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يمرضن ويداوين، ومن أشهرهن الربيع بنت معوذ بن عفراء التي كانت تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته لمعالجة الجرحى وكذلك رفيدة الأنصارية التي كانت لها خيمة بجوار المسجد تعالج فيها الجرحى من الصحابة رضي الله عنها، وأم عمارة الأنصارية رضي الله عنها، نسيبة بنت كعب رضي الله عنها وموقفها يوم حنين، ويوم أحد مع عائشة رضي الله عنهما، وكل مواطن صالح يساهم في إيجاد فرص عمل لإخوانه المواطنين وأخواته المواطنات مأجور بإذن الله..
هذا ما خلص إليه فضيلة الدكتور عبداللطيف آل الشيخ.
ويبقى في نفسي سؤال: ما الفرق بين أن تشتري المرأة من رجل ــ كما هو حاصل ــ أو يشتري رجل من امرأة ؟؟!!.
فاكس: 6671094

aokhayat@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق