البريد الإسلامي

السبت، 18 ديسمبر 2010

فيديو:الكوس يدعوا للتثبت من هلاك الشيعي الحبيب+نبيذ ولحم خنزير لمجابهة الإسلام في أوروبا!

http://www.youtube.com/watch?v=setVvcK_yN8

د.نهلة الشهال

نبيذ ولحم خنزير لمجابهة الإسلام في أوروبا!
2010-12-19


فيما تقرأون هذه السطور, ينعقد في باريس مؤتمر "أسلمة بلداننا"(!) مترافقاً مع كل ما يمكن للخيال أن يتصوره من جمل طنانة ذات بدائية شديدة, ترد في بيانات الدعوة إلى المناسبة, تصور أوروبا وقد هيمنت عليها الشريعة, و"تألهت", وانقضى الأمر. ويدعو البيان الأوروبيين عموماً والفرنسيين خصوصاً للذود عن "هويتنا" و"حضارتنا". وستنصب في فترة استراحة الاجتماع موائد للغذاء عليها حصراً ورمزياً قناني نبيذ وقطع من لحم الخنزير المقدد (ما سبق أن نظم حوله تحديداً احتفالات!). وقبل ايام, تكلمت مارين لوبن عن "احتلال المسلمين" لفرنسا, منطلقة من تشبيه صلاة الناس على الأرصفة حول الجوامع يوم الجمعة باكتظاظ نفس تلك الأرصفة بقوات الاحتلال الألماني أثناء الحرب الثانية. قيل لها جواباً أن السبب عائد لقلة الجوامع وضيق مساحتها, ولكن السيدة لا تأبه, بل تريد جوامع أقل! ومارين تلك هي إبنة زعيم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف, الذي بات ينال حوالي عشرين بالمئة من أصوات الناخبين, بل وصل في إحدى المرات إلى التنافس على الرئاسة في الدورة الثانية. وهي اليوم تقاتل لوراثة حزب أبيها وللترشح للانتخابات الرئاسية في .2012 وهناك من يدعو إلى اعتبار تصريحاتها تلك من قبيل الديماغوجيا الانتخابية, ما يبدو في نظرهم عذر مخفف! ويحضر المهرجان أبطال هذا الاتجاه من العالم كله, وأبرزهم هؤلاء الآتون من الدانمارك وسويسرا الذين يتناولون تجاربهم في جبه الإسلام ومنع انتشاره وهيمنته.

وأما الأمر الأول اللافت, فهو طلب المنظمين من "رابطة الدفاع اليهودي" التكفل بحماية الاجتماع. وهذه منظمة شبه عسكرية تدين بالولاء الشديد لإسرائيل, وغالباً ما تتصدى للاجتماعات المؤيدة لفلسطين فتسعى لتخريبها أو للاستفراد ببعض روادها والاعتداء عليهم. وهم ممنوعون في الولايات المتحدة بسبب عنفهم وتطرفهم, بينما يمتلكون مراكز تدريب علنية في فرنسا. ومنذ سنوات, كادوا يتسببون لأنفسهم بمشكل كبير حين طعن واحد منهم ضابط أمن فرنسي بسكين وكاد يودي بحياته. ولكن غُفر لهم, وها هم يظهرون كحماة لاجتماع فاشي الطابع والانتماء, بما أن القاسم المشترك هو تأجيج العداء للاسلام والمسلمين وبالاستطراد ...لفلسطين بالطبع. وهذا الخلط بين أشياء لا صلة بينها مارسته منذ أيام أيضا وزيرة الخارجية السيدة أليو-ماري, فقالت في اجتماع ل¯ "المؤتمر اليهودي الأوروبي" أن فرنسا هي صديقة إسرائيل وملتزمة بأمنها وباندماجها في المنطقة (أي منطقة? وما دخل السيدة بهذا الشق الذي تقرره المنطقة إياها), وأنها تفهم القلق الذي يثيره النظام الإيراني فهو يهدد استقرار المنطقة (مجدداً!), ولن ترضى بتزوده بالسلاح النووي...كل هذا وغيره في مؤتمر يفترض انه لمواطنين أوروبيين. والوزيرة طليقة اللسان كان قد سبق لها, حين كانت وزيرة للعدل, أن اعتبرت أن حملة مقاطعة منتجات إسرائيل هي مقاطعة للمنتجات "الكاشير" (وهي معادل الحلال لدى اليهود), وهي بالتالي حض على الكراهية العرقية. فكيف لا يتشجع الفاشيون على عقد اجتماعات للبحث في "خطر الإسلام على أوروبا", طالما وزيرة خارجية البلاد تنطق بكل هذا, وكيف لا يختلط الحابل بالنابل هنا, فنجد تلك المليشيا الصهيونية تحمي اجتماعاً يفترض أن القائمين به قد كانوا دوما من كارهي اليهود لأسباب عنصرية, حيث معظمهم إما وريث تنظيمات نازية سابقة أو هو يشكل تنظيمات نازية جديدة.





وأما الأمر الثاني اللافت, فهو وجود بعض اليساريين المتطرفين من بين المنظمين, كأفراد بالتأكيد, ولكن علمانيتهم المغالية قد أعمت بصيرتهم إلى حد دفعهم الى التشارك مع مجموعات فاشية, لا يجدون قاسماً مشتركاً لهم بهم سوى "محاربة الإسلام", علماً أن بعض الأولين لا يفعلون من منطلق العلمانية المتطرفة, بل هم يعتبرون المسيحية مكونهم الحضاري, ولديهم تصور مشوه ومغال للمسيحية نجد بالطبع ردائف له لدى كافة الأديان الأخرى ومنها الإسلام. والحق أن هذا الاجتماع يضم خلطة عجيبة ولكنها تثير تساؤلاً جدياً عن إعادة التشكيل الجارية للمعسكرات, سواء على المستوى النظري والمفاهيمي أو على المستوى التنظيمي. ونجد ايضاً عدداً من "النسويات" اللواتي يرين في الحجاب عدوهن الاول. وخلاصة, يتلاقى في أروقة هذا الاجتماع أناس لم يكن يفترض بهم أبدا التلاقي لولا أن هناك اضطرابا هائلا في التعريفات.


أصدرت منظمات حقوق الانسان الأساسية والأحزاب اليسارية الأساسية والخضر والنقابات, بيانات تندد بهذا الاجتماع وتعتبره خطراً على السلامة العامة لما يثيره من أحقاد ودعوات للتمييز والنبذ, وطالبت بناء على ذلك بحظره, ما لم تستجب له السلطات, فقررت تلك الهيئات الدعوة إلى تجمع احتجاجي في الدائرة نفسها, كوسيلة لعدم ترك هذه الظواهر تتفشى من دون إدانة. هذه واحدة من خطوط الصراع الدائر في أوروبا والعالم...يبقى أن هناك الكثير مما ينبغي أن يقال عن مسالك في معسكر"نا" تغذي الوجهة الفاشية تلك, من حيث تدري أو لا تدري!0




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق