http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/210417
الشيخ الفوزان... ومحبة الكفار
الاربعاء, 08 ديسيمبر 2010
نشرت إحدى الصحف المحلية بتاريخ 8 - 12 - 2004 مقالاً لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان، بعنوان «الولاء والبراء ليسا اجتهاداً، وزواج المسلم بالكتابية لا يستلزم المحبة». قال فيه: «البر إلى الزوجة الكتابية يكون كغيره من التعاملات الدنيوية المباحة مع أهل الكتاب بالعطاء والمنفعة فقط، لا بالمحبة لها ولدينها، وعلى الزوج المسلم أن يحبها محبة طبيعية فقط». ولم يوضح، آنئذٍ، ما الفرق بين المحبة الطبيعية وغيرها.وتعليقاً على مقال الفوزان نشرت الصحيفة نفسها مقالاً لي بعنوان «إذا كانت أمي نصرانية أفلا أحبها؟»، قلت فيه: إن لي عنق النص وتأويله وتعليله بأن محبة الابن لأمه الكتابية، ومحبة الزوج لزوجته الكتابية، المقصودة التي تخرج المسلم من الملة هي حبه لدين النصارى غير منطقي، فليس هناك مسلم على الأرض يحب أمه أو زوجته النصرانية لأجل دينها؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لتنصر وارتد عن الإسلام، وعبارة محبة الزوجة الكتابية المحبة الطبيعية لا تُفسر شيئاً؛ لأنه لا توجد محبة طبيعية ومحبة غير طبيعية، إلا إذا كان المقصود بالمحبة الطبيعية، محبة المتعة الجنسية معها، وهذا لا يستقيم مع تعاليم الإسلام الصحيحة. وإن حب المسلم لزوجته الكتابية ليس بيده، ولا يؤاخذ عليه، والدليل على ذلك أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يحب زوجته مارية القبطية أكثر من غيرها من نسائه. ففي الحديث تقول عائشة، رضي الله عنها: «ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية». بل كانت هي الوحيدة بين أزواجه، صلى الله عليه وسلم، التي أسكنها خارج الحجرات الشريفة. يقول ابن سعد: «كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، معجباً بأم إبراهيم، وكانت بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في العالية في المال الذي كان يقال له «مشربة أم إبراهيم». وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب».
كما نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 7 - 11 - 2010 خبراً بعنوان «الفوزان في فتوى جديدة: لا يجوز تقبيل رأس أب لا يواظب على صلاته»، وفي مضمون الخبر، بعد سؤال المستفتي، جاء رد فضيلة الشيخ الفوزان بقوله: «لا يجوز هذا؛ لأن هذا من المحبة، فلا يجوز تقبيله، ولكن هذا لا يمنع من الإحسان إليه، الإحسان الدنيوي، وأما مظاهر المحبة كتقبيل الرأس ونحو ذلك، فهذا لا يجوز، نعم».
إن بر الوالدين فريضة من فرائض الله عز وجل، قرنها سبحانه وتعالى بالتوحيد، لقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً). وقرنها النبي، صلى الله عليه وسلم، بالصلاة، والنصوص الشرعية في إيجاب بر الوالدين كثيرة. يقول الحق تبارك وتعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا). أي أن الله تعالى أمر بالإحسان إلى الوالدين ولو كانا مشركين، فكيف بما هو دونه؟ وهل يُساوى بين المشرك وبين من يصلي، ولكنه لا يواظب على الصلاة؟ وهل يُساوى بين كلمة «جاهداك»، أي بين أب يأمر ابنه بإلحاح أن يشرك بالله، وبين أب تفوته بعض الصلوات؟ أليس من الأفضل أن ننصح السائل أن يعامل أبيه بالرفق واللين؛ لتكون معاملته على هذا النحو سبباً في إرشاده وهديه، كما أمرنا سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، بدل أن نستحثه على قسوة الفؤاد مع أبيه الذي رعاه ورباه سنين طوال؟
في الصحاح عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها، قالت: «قَدِمَتْ عليَّ أمي وهي مشركة، في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَمُدَّتِهِمْ مع أبيها، فاستفتت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أمي قَدِمَتْ عليَّ وهي راغبة أَفَأَصِلُهَا؟ قال: نعم صليها». في هذا المنهج الرباني أجاب نبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم، ليعلم الناس أنه ربما بالمعاملة الحسنة يتعظ الآباء، ويهتدون إلى سواء السبيل.
ثم إن بر الوالد من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا، وذلك لأن رضاه في رضا الوالد وسخطه في سخطه. ففي سنن الترمذي من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: رضا الله في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. وفي «سنن الترمذي» أيضاً عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. أي لا يدخل المسلم الجنة إذا لم يبر أبويه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما، فلم يدخلاه الجنة». فكيف يدخل الجنة ولد يُظهر لأبيه أنه لا يحبه، بامتناعه عن تقبيل رأسه، كعادة العرب في مختلف بقاع الأرض.
كان آزر، أبو سيدنا إبراهيم، عليه السلام، من أعتى وأشد الناس كفراً، قال تعالى فيهما: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا). لقد طبق إبراهيم، عليه السلام، نداء الأبوة في أرقّ ألفاظه فقال: (يا أبَتِ)، ولم يقل له: أنا عالم وأنت جاهل، بل قال: (إِنّي قد جَاءنِي مِنَ العِلْمِ ما لم يَأتِكَ). وأظهر شفقته على أبيه وحرصه على سلامته بقوله: (يا أبَتِ إني أخافُ أن يَمَسّك عَذابٌ من الرحمن). ولما رفض أبوه الحقّ وتهدّده بالرّجم ما زاد إبراهيم على أن قال لأبيه بكلّ أدب: (سَلامٌ عَليكَ)، ووعده أن يستغفر له.
يقول تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا ربَّيَانِي صَغِيرًا). المحبة ليس لها وجهان، ولا يجوز للمسلم أن يظهر أو يصرح بعدم محبته لأحد أبويه، ثم ماذا لو علم أحد الوالدين أن ابنهما لا يحبهما؟ وإذا كان الولد لا يحب أبويه حب الرحمة والمودة، فمن يحب إذن؟
* باحث في الشؤون الإسلامية.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/210467
إنها بلا شك الرغبة في الاستمرار في معاملة المجتمع وعلى الأخص قطاعه النسوي بقوانين ذهنية القطيع. نحن نفكر عنك، نحن نقرر عنك. ولو سألت عن المقابل لهذا التنازل الكبير وجدواه لما وجدت سوى منطق إرهابي يمارس عليك، «ستبتلعك هاوية التغريب».
حين تقرأ حديث مها الفتيحي، وهي تشير إلى أن ما تم تفعيله في المنتدى هو ما التزمت به الخطة الثامنة في الخطة الوطنية، فإنك ستتساءل والحال هذه عما أثار كل هذه الانتقادات الحادة من الأطراف المتشددة تجاه تفعيل التنظيمات والقرارات الحكومية الخاصة بالتنمية والصادرة عن الوزارات، لتصبح القاعدة هي ألا نعترض على عدم تنفيذ معظم خططنا الخمسية التي تنام في الأدراج، ومن يفعّل الخطط والتنظيمات يعاقب ويثار ضده.
أعود الى سؤالي: لماذا تشن كل هذه الحملات على منتدى خديجة بنت خويلد؟ ولماذا تطلق عليها تهم يظن من يسمعها أن مجتمعنا ذاهب الى هاوية التغريب، ولو رأى أحدٌ يوسف وهو يضرب على رقبته متحدياً هذه الخطط التغريبية لظننت أنه يتحدى إسرائيل وتحرير القدس وليس مشروع عمل المرأة.
هل تثير المرأة في بلادنا كل هذه المخاوف ويصبح اللمز والهمز في قناتها من أسهل الأعمال جرأة؟ أم أنها مجرد نشاطات تسييسية لا هم لها سوى وضع العصي في عربة التقدم والتطور والتحديث ، وإثبات أنهم التيار القادر على إدارة المجتمع وتشكيله؟ يلجأون إلى فبركة المصطلحات كي يوقعوا عامة الناس في الخوف والتصديق بأن هناك مؤامرات تدور في الخفاء، فهم لا يستخدمون مصطلحاً مثل فرص العمل للمرأة ومصادر كسب عيشها بل يقولون مشروع تغريب المجتمع وتطبيع الاختلاف ثم يشرحونه بكاريكاتورية عجيبة. فالمرأة التي تقف على رأس البائع الرجل لا تخالطه لكنها إذا باعت فعلت، والمرأة إذا باعت مستلزمات النساء للنساء اختلطت، وإذا باعها الرجل لا تختلط، والمرأة إذا باشرت تجارتها اختلطت وإذا وكلت رجلاً غريباً عليها لا تختلط، وإذا قادت سيارتها اختلطت وإذا أحضرت سائقاً أجنبياً لا تختلط. هم من يجيز عمل فك السحر والرقاة المرخصين في فلل واسعة وأسعار رقية باهظة، يراهم جميع الناس وتنشر صورهم أجهزه البلوتوث، وهم يضعون أيديهم على نحور النساء ويلمسون كل المواضع التي يخرج ويدخل منها الجن لكن هذا ليس اختلاطاً، فقط حين تجلس المرأة على مكتب في مطار أو شركة كبرى تنجز عملاً قد تكون فيه الزبون هو الاختلاط.
الدعوة لتصحيح حالة مجتمع تبلغ فيه قوة العمل النسائية 5.9 مليون امرأة لا يعمل منهن سوى 706 آلاف امرأة هي دعوة الى تطبيع الاختلاط ومشروع تغريبي، بينما احتلال السعودية المرتبة الرابعة في التحويلات المالية بعد أميركا لا علاقة له بالتغريب ولا بالغرابيل.
جعلوا صفات المرأة العفيفة هي من تعف عن العمل وكسب المال الذي يحفظ لها كرامتها ويبعدها عن التسول وبيع نفسها بدلاً من بيع جهدها، وأكاد أظن أن الحل الوحيد لإشكالية المرأة ورضا جماهير الرجعية المحتجة على عمل المرأة هو أن تتعاطى النساء هرمونات ذكورية، لأن هذا هو الشرط الوحيد لقبولهن شريكات في التنمية ومستفيدات منها. أن يتحولن إلى ذكور.
كما نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 7 - 11 - 2010 خبراً بعنوان «الفوزان في فتوى جديدة: لا يجوز تقبيل رأس أب لا يواظب على صلاته»، وفي مضمون الخبر، بعد سؤال المستفتي، جاء رد فضيلة الشيخ الفوزان بقوله: «لا يجوز هذا؛ لأن هذا من المحبة، فلا يجوز تقبيله، ولكن هذا لا يمنع من الإحسان إليه، الإحسان الدنيوي، وأما مظاهر المحبة كتقبيل الرأس ونحو ذلك، فهذا لا يجوز، نعم».
إن بر الوالدين فريضة من فرائض الله عز وجل، قرنها سبحانه وتعالى بالتوحيد، لقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً). وقرنها النبي، صلى الله عليه وسلم، بالصلاة، والنصوص الشرعية في إيجاب بر الوالدين كثيرة. يقول الحق تبارك وتعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا). أي أن الله تعالى أمر بالإحسان إلى الوالدين ولو كانا مشركين، فكيف بما هو دونه؟ وهل يُساوى بين المشرك وبين من يصلي، ولكنه لا يواظب على الصلاة؟ وهل يُساوى بين كلمة «جاهداك»، أي بين أب يأمر ابنه بإلحاح أن يشرك بالله، وبين أب تفوته بعض الصلوات؟ أليس من الأفضل أن ننصح السائل أن يعامل أبيه بالرفق واللين؛ لتكون معاملته على هذا النحو سبباً في إرشاده وهديه، كما أمرنا سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، بدل أن نستحثه على قسوة الفؤاد مع أبيه الذي رعاه ورباه سنين طوال؟
في الصحاح عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها، قالت: «قَدِمَتْ عليَّ أمي وهي مشركة، في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَمُدَّتِهِمْ مع أبيها، فاستفتت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أمي قَدِمَتْ عليَّ وهي راغبة أَفَأَصِلُهَا؟ قال: نعم صليها». في هذا المنهج الرباني أجاب نبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم، ليعلم الناس أنه ربما بالمعاملة الحسنة يتعظ الآباء، ويهتدون إلى سواء السبيل.
ثم إن بر الوالد من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا، وذلك لأن رضاه في رضا الوالد وسخطه في سخطه. ففي سنن الترمذي من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: رضا الله في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. وفي «سنن الترمذي» أيضاً عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. أي لا يدخل المسلم الجنة إذا لم يبر أبويه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما، فلم يدخلاه الجنة». فكيف يدخل الجنة ولد يُظهر لأبيه أنه لا يحبه، بامتناعه عن تقبيل رأسه، كعادة العرب في مختلف بقاع الأرض.
كان آزر، أبو سيدنا إبراهيم، عليه السلام، من أعتى وأشد الناس كفراً، قال تعالى فيهما: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا). لقد طبق إبراهيم، عليه السلام، نداء الأبوة في أرقّ ألفاظه فقال: (يا أبَتِ)، ولم يقل له: أنا عالم وأنت جاهل، بل قال: (إِنّي قد جَاءنِي مِنَ العِلْمِ ما لم يَأتِكَ). وأظهر شفقته على أبيه وحرصه على سلامته بقوله: (يا أبَتِ إني أخافُ أن يَمَسّك عَذابٌ من الرحمن). ولما رفض أبوه الحقّ وتهدّده بالرّجم ما زاد إبراهيم على أن قال لأبيه بكلّ أدب: (سَلامٌ عَليكَ)، ووعده أن يستغفر له.
يقول تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا ربَّيَانِي صَغِيرًا). المحبة ليس لها وجهان، ولا يجوز للمسلم أن يظهر أو يصرح بعدم محبته لأحد أبويه، ثم ماذا لو علم أحد الوالدين أن ابنهما لا يحبهما؟ وإذا كان الولد لا يحب أبويه حب الرحمة والمودة، فمن يحب إذن؟
* باحث في الشؤون الإسلامية.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/210467
شرط تحول النساء إلى ذكور
الاربعاء, 08 ديسيمبر 2010
يقولون إن المنتدى السعودي الذي حضره أكثر من ١٥٠٠ سيدة وشارك فيه وزيرا العمل والثقافة وقطاع كبير من رجال الأعمال والصحافة والتعليم وبعض شيوخ الدين لا يمثل المرأة، ترى من يمثلها إذاً؟ يقولون ليست الصحافة هي المخولة لتناقش موضوع عمل المرأة، فإذا كانت الصحافة التي هي رأي المثقفين والأكاديميين والمسؤولين وأفراد المجتمع والذين يملكون تمثيلاً لطبقاتهم الفكرية والمهنية والاجتماعية لا تمثل المجتمع فمن الذي يمثله إذاً؟إنها بلا شك الرغبة في الاستمرار في معاملة المجتمع وعلى الأخص قطاعه النسوي بقوانين ذهنية القطيع. نحن نفكر عنك، نحن نقرر عنك. ولو سألت عن المقابل لهذا التنازل الكبير وجدواه لما وجدت سوى منطق إرهابي يمارس عليك، «ستبتلعك هاوية التغريب».
حين تقرأ حديث مها الفتيحي، وهي تشير إلى أن ما تم تفعيله في المنتدى هو ما التزمت به الخطة الثامنة في الخطة الوطنية، فإنك ستتساءل والحال هذه عما أثار كل هذه الانتقادات الحادة من الأطراف المتشددة تجاه تفعيل التنظيمات والقرارات الحكومية الخاصة بالتنمية والصادرة عن الوزارات، لتصبح القاعدة هي ألا نعترض على عدم تنفيذ معظم خططنا الخمسية التي تنام في الأدراج، ومن يفعّل الخطط والتنظيمات يعاقب ويثار ضده.
أعود الى سؤالي: لماذا تشن كل هذه الحملات على منتدى خديجة بنت خويلد؟ ولماذا تطلق عليها تهم يظن من يسمعها أن مجتمعنا ذاهب الى هاوية التغريب، ولو رأى أحدٌ يوسف وهو يضرب على رقبته متحدياً هذه الخطط التغريبية لظننت أنه يتحدى إسرائيل وتحرير القدس وليس مشروع عمل المرأة.
هل تثير المرأة في بلادنا كل هذه المخاوف ويصبح اللمز والهمز في قناتها من أسهل الأعمال جرأة؟ أم أنها مجرد نشاطات تسييسية لا هم لها سوى وضع العصي في عربة التقدم والتطور والتحديث ، وإثبات أنهم التيار القادر على إدارة المجتمع وتشكيله؟ يلجأون إلى فبركة المصطلحات كي يوقعوا عامة الناس في الخوف والتصديق بأن هناك مؤامرات تدور في الخفاء، فهم لا يستخدمون مصطلحاً مثل فرص العمل للمرأة ومصادر كسب عيشها بل يقولون مشروع تغريب المجتمع وتطبيع الاختلاف ثم يشرحونه بكاريكاتورية عجيبة. فالمرأة التي تقف على رأس البائع الرجل لا تخالطه لكنها إذا باعت فعلت، والمرأة إذا باعت مستلزمات النساء للنساء اختلطت، وإذا باعها الرجل لا تختلط، والمرأة إذا باشرت تجارتها اختلطت وإذا وكلت رجلاً غريباً عليها لا تختلط، وإذا قادت سيارتها اختلطت وإذا أحضرت سائقاً أجنبياً لا تختلط. هم من يجيز عمل فك السحر والرقاة المرخصين في فلل واسعة وأسعار رقية باهظة، يراهم جميع الناس وتنشر صورهم أجهزه البلوتوث، وهم يضعون أيديهم على نحور النساء ويلمسون كل المواضع التي يخرج ويدخل منها الجن لكن هذا ليس اختلاطاً، فقط حين تجلس المرأة على مكتب في مطار أو شركة كبرى تنجز عملاً قد تكون فيه الزبون هو الاختلاط.
الدعوة لتصحيح حالة مجتمع تبلغ فيه قوة العمل النسائية 5.9 مليون امرأة لا يعمل منهن سوى 706 آلاف امرأة هي دعوة الى تطبيع الاختلاط ومشروع تغريبي، بينما احتلال السعودية المرتبة الرابعة في التحويلات المالية بعد أميركا لا علاقة له بالتغريب ولا بالغرابيل.
جعلوا صفات المرأة العفيفة هي من تعف عن العمل وكسب المال الذي يحفظ لها كرامتها ويبعدها عن التسول وبيع نفسها بدلاً من بيع جهدها، وأكاد أظن أن الحل الوحيد لإشكالية المرأة ورضا جماهير الرجعية المحتجة على عمل المرأة هو أن تتعاطى النساء هرمونات ذكورية، لأن هذا هو الشرط الوحيد لقبولهن شريكات في التنمية ومستفيدات منها. أن يتحولن إلى ذكور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق