كتب خالص جلبي في جريدة (الوطن) السعودية مقالاً تضمن تهكماً مبطناً بالقرآن الكريم، وإن بدا أنه يقدم نصائح ثمينة لحفظه. قال جلبي إن من أراد حفظ القرآن فليحفظ "أمكنة بعينها ليست نهائية ولكن انتقائية" مثل آخر سورة الشعراء، وآخر سورة البقرة، وآخر سورة النحل، ودعا إلى حفظ الجزء السابع والعشرين تحديداً، أو معظمه؛ لأن سوره "موسيقية" على حد تعبيره. كما أوصى جلبي المسلمين بحفظ سورة "الشرور"، يقصد "الفلق" قائلاً: "هكذا أسميها".
وزعم جلبي أنه قدم هذه النصائح التاريخية "لسيدة فاضلة كانت متحمسة للحفظ"، فما كان منها إلا أن "هزت رأسها ولم أعرف مدى استيعابها". لكنها ليست السيدة المزعومة فقط هي من هزت رأسها، بل إن الكاتب ذهب إلى القول إن العديد من القراء "لم يتفطنوا لهذه الفروق الدقيقة المحيرة والمتعبة جدا في الحفظ...[التي] تذكرني بمادة الجيولوجيا، حين حاولت حفظ خواص المعادن؛ فعييت ولم أتابع، وهي مشكلتي الشخصية مع القرآن".
............................................
قراءة حصرية للملف الاخير لمجلة دير شبيجل الالمانية: «مكة : قصة مدينة أقدارها تحكي عن الاسلام»!
تمتاز أجواء الاحتفالات لما يسمى ب«أعياد الميلاد» المسيحية في ألمانيا لهذه السنة عن غيرها من السنوات الفارطة بنكهة خاصة اذ ولأول مرة في تاريخ الاعلام الالماني جاءت بنكهة خاصة وذلك بعدما أن قررت مجلة دير شبيجل الالمانية وهي نصف شهرية وتعتبر أكبر مجلة على الاطلاق في سوق الاعلام الالماني والاكثر تأثيرا على الرأي العام الالماني أن يكون عددها الأخير والذي يتزامن مع هذه الاحتفالات المسيحية عدد لا يتناول كما جرت العادة عليه في المانيا موضوع مسيحي أو موضوع يخص هذه الاحتفالات المسيحية بقدر ما كان المفاجأة الايجابية الكبرى لهذه السنة أن عدد هذه المجلة نشر ملف حصري عن الاسلام عامة وأم القرى خاصة والاكثر من هذا أن الذي أشرف على هذه التغطية الكاملة هو أخ مسلم ألماني حديث بالاسلام وهو الحاج برنارد زاند وهذه نعمة من الله عز وجل نحمده سبحانه وتعالى عليه ثم نقدر فيه هذه المبادرة الطبية من طاقم التحرير لمجلة دير شبيجل.
الاخ الفاضل الصحفي والمقرر :الحاج برنارد زاند
ولعل أهم ما سجلته في هذا العدد من عناصر جديدة لكن وبكل صراحةو أمانة ليست بغربية عن ثقافة وعقلية الانصاف الالمانية المعروفة تجاه الاسلام أن مجلة دير شبيغل لم تعطي الفرصة هذه المرة للمستشرقين الالمان ولا من المرتدين عن الاسلام و حتى لما يسمى الليبرالين العرب أو الاتراك أو الايرانين وغيرهم من أجل الحديث عن الاسلام بأسولبهم المعتاد الذي يكون أسلوب غالبا ما يطغى عليه صبغة ما بين نقد الاسلام عبر المشاكل والتناقضات السياسية والايديولجية التي تعاني منها الدول الاسلامية منذ سقوط دولة الخلافة الاسلامية ذلك كله من أجل تشويه صورة الاسلام ولكن هذه المرة ولله الحمد رأس القلم المحرر المشرف عن هذا الملف هو الاخ الفاضل برنار زاند(انظر الصورة أعلاه) وهو صحفي ومقرر ألماني مسلم اعتنق الاسلام قبل سنوات أسندت له هذه المهمة وكان من بين حجاج بيت الله الحرام لهذه السنة وحسب تقدري فا ن الاخ الفاضل برنار زاند وفق في القيام بنقل صورة عن مكة المكرمة عبر قراءة حقيقة وموضوعية في نقل الوقائع بدون تلميع ولا مجاملة وهذا هو السبب الذي دفعني لتركيز على هذه النقط الجوهرية من ملفه لكن هذا لا يمنع في قول وبكل صراحة أنه لم يكون مصيبا في بعض النقاط الاخرى التي لم تكن قراءته دقيقة ومنسجمة مع ما جاء في الكتاب والسنة خصوصا فيما يتعلق بالجهاد وغيرها من المسائل الشرعية .
على العموم قراءتي للمف خرجت بالخلاصة التالي : الملف على العموم كان أيجابيا لانه ليس موجه للقارئ المسلم أو العربي بقدر ما هو ملف موجه للرأي العام الالماني الذي لا زال يعاني من اغتصاب فكري عبر ارهاب اعلامي حاول بعد ضربة منهاتن للحادي عشر من سبتمبر 2001 أت يميل كل الميل الى رؤية الولايات المتحدة الامريكية في سياستها المعادية للاسلام والمسلمين في ما يسمى باطلا ب«الحرب على الارهاب» ويمكنني القول بأن الاخ الفاضل برنار زاند وضف أسلوب التشويق لافراز هرمونات عند عقل الرأي العام الالماني يفتح له شهية الفضول لمعرفة المزيد عن هذا الدين الحنيف العظيم ومباشرة بعد الانتهاء من قراءة هذا الملف العديد من الالمان الغير المسلمين رجالا كانوا أو نساءا سوف ان شاء الله يذهبون بسلتهم لاقتناء الكتب التي تتحدث عن الاسلام وأركان الاسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ومكة المكرمة والمسلمين وغيرها من الواضيع الاسلامية وبالتالي سيكون ان شاء الله المرام قد تحقق باذن الله تعالى.
بداية يمكن القول أنه ماجاء في هذا الملف بصفة عامة هو تقرير عام يشبه دراسة ميدانية أكثر منه أن يكون مقال لقراءته فوق كراسي الأوبان (قطار المدينة في ألمانيا ) أو لتسلية اذ لم يترك شئ لصدفة.
-صورة الغلاف : هو صورة راقية للطواف حول الكعبة مع اضافات فتوشوبية تحول الصورة الساكنة الى صورة متحركة رسالتها هؤلاء حجاج يطفون حول البيت العتيق!
-صورة الغلاف : هو صورة راقية للطواف حول الكعبة مع اضافات فتوشوبية تحول الصورة الساكنة الى صورة متحركة رسالتها هؤلاء حجاج يطفون حول البيت العتيق!
-العنوان : كما جاء في احدى التعقيبات السابقة كلمة ميتوس باليونانية القديمة وخلافا لما ترجم عن خطأ في كثير من المعاجيم العربية لا تعني في أي من الاحوال أسطورة بل الترجمة الاصطلاحية الحقيقة والمضبوطة هي : ميتوس = قصص = حكايات=μῦθος = Mythos وليست أسطورة كما أدعى ذلك باطلا بعض المترجمين العرب أو بعض من لازال مع الاسف ينقل هذه الترجمة الشاذة تسببت الى كوارث تكفيرية خطيرة.
عنوان الغلاف هو اذن : قصة مكة :«قصة مدينة أقدارها تحكي عن الاسلام»! أو قصص مكاوية : «قصص مدينة أقدارها تحكي عن الاسلام» !
-عنوان الملف : انظروا بارك الله فيكم لهذا التعريف الواقعي الدقيق والراقي لمكة :
«مكة: سوق للمسلمين:
تعتبر مكة المدينة المقدسة للاسلام وهي مدينة تعبتر من اكثر المدن صعوبة في الوصل الهيا في العالم لكنها في نفس الوقت هي المدينة الاكثر انفتاحا في العالم. بالضبظ في السعودية التي تعتبر معقل الجهادية يلتقي الاسلام مع العولمة وبالتالي فهي حلبة صراع حول مستقبل هذه الديانة العالمية.
- مكة هز مكان للالتقاء العولمة بالاسلام
- مكة هو مكان التقاء الوحدة بالتعددية
- مكة هو مكان التقاء المذهبية باللوجستيكية
-مكة هو مكان التقاء الايمان بحب المال حبا جما» ما شاء الله !
- مكة هو مكان التقاء الوحدة بالتعددية
- مكة هو مكان التقاء المذهبية باللوجستيكية
-مكة هو مكان التقاء الايمان بحب المال حبا جما» ما شاء الله !
بعدها يبدأ الصحفي الالماني الملف بالحديث عن شعيرة الحج باعطاء معلومة مهمة حول خلفيات هذه الشعيرة العظيمة كافية لتعطي فكرة عامة للقارئ الغير المسلمين ثم يتحدث عن الاسلام بصفة موجزة جدا لينتقل بسرد أجواء مناسك الحج في أدق التفاصيل حسب ما عاشه شخصيا أثناء موسم الحج الاخير ثم لينتقل بعدها الى مكة ويدخل في صلب الموضوع عبر قراءة دقيقة لما تعرضت اليه مكة في السنوات الاخير من تغريب عمراني تتجلى في محو الهوية العمرانية الحجازية عامة و المكاوية الاصيلة خاصة واقتلاع جذورها الاصلية التي تعبر عن فن الهندسة المعمارية الحجازية الاسلامية ليحل محلها الابراج الخشنة التي أصبحت حلقة تغريبة خشنة تحيط بالحرم المكي وتفقد روحية المكان بسبب علو الابراج وقربها من هذا المكان الطاهر.
ففي تقدري هذه أهم نقطة تحليلة ركز عليها الصحفي برنار زاند وهي انتقاد الطريقة التي حول عبرها الفضاء المجاور للحرم المكي من فضاء بتراث عمراني مكاوي اسلامي أصيل الى فضاء تغربي بأبراج عالية ومطاعم الوجبات السريعة الامريكية ومراكز التسوق الضخمة للبيع والشراء والمضاربة العقارية حيث تحول ثمن المتر المربع الى اغلى متر مربع في العالم أفقد المكان سيكنته الروحانية.
في انتظار الرجوع ان شاء الله الى النقط المفصلية الاخرى في هذا الملف أفضل أن أقف هنا عند هذه الفكرة الجوهرية لاخونا برنار زاند لأطرح الاسئلة التالية:
(1) - هل تحولت فعلا مكة المكرمة من فضاء ايماني بحرم مكي كان يطوف حوله مجال بمحيط عمراني حجاز اسلامي أصيل من أسواق ومطاعم عربية أصيلة ليقتل هذا المدار العمراني بالتراث الثقافي الحجازي الاسلامي الاصيل ليترك المجال لسياسة تغريب عمراني كامل للمحيط الحرم المكي : عبر أبراج منهاتنية (مناهتن = أول حي ابراج في نيويورك) بتصميم عمراني غربي غريب عن الثقافة العمرانية للمكان وبمطاعم الوجبات السريعة الأمريكية والمحلات و مراكز التسوق بالعلامات التجارية العالمية ؟
(2) -هل قضت العولمة والتغريب العمراني على الظاهر والباطن أي وصلة التغريب الى حد طمس الهويةو الأصالة التراثية للعمران الحجازي الاسلامي الاصيل للمكة المكرمة ؟
(3) -هل تحولت مكة المكرمة من فضاء للعبادة الى فضاء لسماسرة العقارات وسماسرة حمالات الحج ؟
(4) -هل تحولت مكة المكرمة من فضاء يقضي على الطبقية بين الحجج والمعتمرين الى فضاء يحي فيها بعض سماسرة الحمالات الطبيقة بين الحجيج والمعتمرين التي تبدأ بصنف الكرسي في الطائرة الى صنف الفندق وصنف الخيمة الى صنف وسيلة نقل الحجيج والمعتمرين؟
(5) -هل تحول موسم الحج من موسم عبادة ومساعدة لحجيج ولمعتمري بيت الله بغض النظر عن ما في جيوبهم من أموال بل ما في قلوبهم من تلبية لاداء مناسك الى موسم يستغل بطريقة بشعة من طرف سماسرة مواسم الحج والعمرة من كل الاصناف الذين شكلوا مافيا شغلها الشاغل استنزاف جيوب الحجيج والمعتمرين .؟
(3) -هل تحولت مكة المكرمة من فضاء للعبادة الى فضاء لسماسرة العقارات وسماسرة حمالات الحج ؟
(4) -هل تحولت مكة المكرمة من فضاء يقضي على الطبقية بين الحجج والمعتمرين الى فضاء يحي فيها بعض سماسرة الحمالات الطبيقة بين الحجيج والمعتمرين التي تبدأ بصنف الكرسي في الطائرة الى صنف الفندق وصنف الخيمة الى صنف وسيلة نقل الحجيج والمعتمرين؟
(5) -هل تحول موسم الحج من موسم عبادة ومساعدة لحجيج ولمعتمري بيت الله بغض النظر عن ما في جيوبهم من أموال بل ما في قلوبهم من تلبية لاداء مناسك الى موسم يستغل بطريقة بشعة من طرف سماسرة مواسم الحج والعمرة من كل الاصناف الذين شكلوا مافيا شغلها الشاغل استنزاف جيوب الحجيج والمعتمرين .؟
(6)-السؤال الاخير : اذا علمنا أن خصوصا أن مكة هي مدينة في توسيعة عمرانية دائمة ما هي الحلول التي تقترحها على المدى القريب المتوسط والبعيد من أجل اعادة الهوية العمرانية والثقافية الحجازية الاصلية للفضاء المحيط بالحرم المكي ؟ فكيف اذن المحافضة على الاصلة التراثية والثقافية الحجازية الاسلامية لمكة المكرمة مع تطويرها بتعمير وعمران المعاصرة ؟
هذه بعض الأسئلة كانت تسبح على شكل خواطر وفرضيات في عقلي ولكن الآن بعدما جاءت من الاخ برنار زاند تحولت من مجرد تساؤلات لترقى الى درجة استفسارات مباشرة لعل البعض يخالفني فيها ولعل البعض يوفقني فيها ولكن الاكيد أنها استفسارات من وحي الواقع ولا يمكن لاحد عاقل انكارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق