http://al-madina.com/node/277908
هذه كلمات رائعة لأعظم رجل في هذا العصر عُرف عنه قراءة الواقع قراءة جيدة .. فالشيخ العلامة سفر الحوالي من القلائل الذين تصدروا هذا العلم وفقهوه .. وهو يطالب المسلمين اليوم بتحقيق هذا العلم والعمل من أجله .. ويعيب على كثير من شبابنا المتحمس التافه الذي يكثر في المجالس والمنتديات ويتلفظ بكلمات ساذجة لا تتعدى محيط المجلس الذي يجلس فيه .. إن علم الواقع وفقهه من أوجب الواجبات في هذا الزمن وينبني عليه كثير من الأمور التي تتعلق بمستقبل الأمة وحاضرها .. وفقه الواقع قد عُرِّف بأنه هو فهم أحوال الناس والوقائع المعاصرة والأحداث الجارية سواء كانت عامة أم خاصة بمعرفة حقيقتها وأسبابها وآثارها ووسائل حماية المجتمع من أضرارها .. هذه رسالة لشباب الصحوة الذين غاب عنهم هذا الأمر وجنوا على الأمة الكثير من الأفعال الطائشة التي أودت بالإسلام والمسلمين إلى ما هم عليه الآن .. هذا هو الشيخ سفر يسفر لنا الأجواء ويقدم لنا درساً عن العلاقة مع الآخر ويحيلنا إلى سنن الله الكونية في التغيير والنصر .. فاعتبروا يا أولي الألباب ..
يقول الشيخ سفر الحوالي - وفقه الله - : هناك أزمة في التخطيط، وأزمة في فهم الآخر ومطابقة العلاقة معه لمقتضى الشرع، وأزمة في معرفة سنن الله في التغيير والهزيمة والنصر. لا ينقص الصحوة الإخلاص وحب التضحية؛ لكن هذين لا يكفيان، ولا ينقصها كثيراً العلم الشرعي لكن وجوده شيء وفهمه والعمل الصحيح به أمر وراء ذلك. كثير من شباب الصحوة ومعهم بعض موجهيها أيضاً يميلون إلى التصنيف المبسط للأشخاص والقضايا، والحرفية الظاهرية في فهم النصوص، والسذاجة في التعامل مع تعقيدات العصر، لكن هذا لا يعني التشاؤم؛ فالمبشرات أكثر من المعوقات بفضل الله، ومظاهر التحسن والنضج بادية سواء في الأحداث أو الوسائل، ومن أهم السبل للارتقاء بالواقع الدعوي والأخذ بأسباب النصر والقوة دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والتأسي بها والاعتبار بأحداثها ومواقفها، وأضرب لكم مثالاً واحداً مما يناسب حالنا هذه الأيام؛ وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يغزو قبيلة ورّى بغيرها (أي أظهر أنه يريد غزو غيرها لكي يباغتها) واليوم تأتي مواقف تحتاج الأمة فيها إلى التورية ضمن السياسة الشرعية، ولكن ذلك لا يحدث خوفاً من الاتهام؛ لأن الاتهام عند آخرين جاهز لأدنى احتمال دون تقدير للاعتبارات العلمية، والمصالح الشرعية، وبُعد النظر في العواقب سواء في ميدان الجهاد أو الدعوة والإصلاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق